تُعد الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودي من الركائز الأساسية التي اعتمدت عليها الدولة لضمان تطوير الجهاز الإداري، وتقديم خدمات حكومية عالية الجودة للمواطنين والمقيمين. لقد مرّ هذا القطاع بمراحل تطوير واسعة امتدت لعقود، حيث عملت الحكومة السعودية على تحديث أنظمته وتعزيز الكفاءة والشفافية بما يتوافق مع متطلبات العصر ومع رؤية المملكة 2030.
مرّ قطاع الخدمة المدنية بعدة مراحل تنظيمية بدأت منذ تأسيس الدولة الحديثة. ففي العقود الأولى، كانت الوظائف الحكومية تنظم عبر قواعد عامة وبسيطة. إلا أن الحاجة إلى جهاز إداري منظم دفعت إلى إنشاء **ديوان الموظفين العام عام 1926**، الذي كان النواة الأولى لتنظيم شؤون الموظفين.
وفي عام 1977، أُسس «ديوان الخدمة المدنية» بشكل رسمي، ليصبح المرجع الرئيسي في إدارة الموارد البشرية الحكومية، ووضع الأنظمة واللوائح. لاحقًا، استمرت عمليات التحديث حتى تأسيس **وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية**، التي تولت مسؤولية تطوير السياسات، وتحسين بيئة العمل، وتطبيق التحول الرقمي في كافة قطاعات الدولة.
تهدف الخدمة المدنية إلى مجموعة من الركائز التي تُعد جوهر العمل الحكومي الحديث، ومن أبرزها:
تعتمد الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودي على مجموعة من اللوائح التي تهدف إلى تنظيم العلاقة بين الموظف والدولة. ومن أهم هذه الأنظمة: نظام الخدمة المدنية، لائحة الترقيات، لائحة الإجازات، نظام التأديب، ولوائح الموارد البشرية الموحدة.
| النظام | أهميته | الجهة المشرفة |
|---|---|---|
| نظام الخدمة المدنية | ينظم العلاقة الوظيفية، الحقوق، الواجبات، شروط التعيين والترقية | وزارة الموارد البشرية |
| نظام التأديب | يعزز الانضباط ويحفظ النزاهة الإدارية | هيئة الرقابة ومكافحة الفساد |
| لوائح الموارد البشرية | تطوير بيئة العمل وتحسين الأداء | وزارة الموارد البشرية |
تشهد المملكة طفرة رقمية في القطاعات الحكومية، وأصبحت **الخدمة المدنية في السعودية** تعتمد بشكل كامل على الأنظمة الإلكترونية. فقد تم إطلاق عدة منصات مثل:
هذه الأدوات ساهمت في رفع كفاءة العمل وخفض الوقت المستغرق في إنجاز المعاملات بنسبة تتجاوز 70% وفق تقارير حكومية.
يُظهر الجدول التالي بعض المؤشرات الرقمية (تقديرية) التي تعكس حجم القطاع الحكومي:
| المؤشر | القيمة |
|---|---|
| عدد الموظفين الحكوميين | أكثر من 1.5 مليون موظف |
| نسبة السعوديين | حوالي 98% |
| نسبة مشاركة النساء | تجاوزت 38% |
من أبرز قصص النجاح في **الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودي** مبادرة «مسار». فقد ساهمت المنصة في أتمتة عمليات الترقيات التي كانت تستغرق أشهر، لتصبح الآن تتم بشكل آلي موحد يضمن العدالة والشفافية. تشير البيانات الرسمية إلى أن استخدام المنصة أدى إلى:
على الرغم من التطور الكبير، ما تزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة مستمرة، ومن أبرزها:
يمكن القول إن الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودي تشهد تحولًا جذريًا يتماشى مع رؤية 2030، ويعزز الكفاءة الإدارية، ويرفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. ومع استمرار التطوير والتحول الرقمي، ستصبح منظومة العمل الحكومي أكثر مرونة وشمولية، قادرة على مواكبة المستقبل، وتحقيق التميز المؤسسي.